العثور على كوكب مشابه للأرض في أعماق الكون

هدف مهم للمهمات الفضائية المقبلة الباحثة عن حياة خارجية

لوس انجليس: جون جونسون *
أعلن علماء أوروبيون، عن اكتشافهم أول كوكب خارج المجموعة الشمسية، يدور في منطقة يمكن ان تتوفر فيها ظروف الحياة. وتزيد كتلة هذا الكوكب بـ5 مرات عن كتلة الأرض، وهو يدور حول شمسه الخاصة به، وهي نجمة «غليسيه 581» Gliese 581، الحمراء الصغيرة جدا، التي تعتبر من النجوم الأقزام، وتقل كتلتها عن نصف كتلة الشمس. والنجمة الحمراء نجمة بردت، وخبا إشعاعها.
وقدر الفريق الذي عثر على الكوكب، وهو يتكون من باحثين سويسريين وفرنسيين وبرتغاليين، بأن درجة حرارة سطحه تتراوح بين درجة التجمد، وبين 40 درجة مئوية، أي في الحدود التي يمكن ان يتوافر فيها الماء في حالته السائلة.
ويسمى الكوكب «غليسيه 581 سي»، ويبلغ قطره 3 أضعاف قطر الأرض، ويدور حول شمسه «غليسيه 581» دورة كاملة خلال 13 يوما. وهو يقع على بعد 20 سنة ضوئية (السنة الضوئية المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة كاملة) عن مجموعتنا الشمسيية، أي انه يبعد عن الارض مسافة 120 كوادرليونا و519 تريليونا و500 مليار ميل (الميل يساوي 1.609 كلم). ولكي يصله الانسان على متن أسرع مركبة فضائية، مثل مركبة «ابولو 10»، تسير بسرعة 24791 ميلا في الساعة من الأرض، ينبغي عليه قطع نحو 4 مليارات و860 مليون سنة! وقال جزافيير دلفوس العالم الفلكي في جامعة غرينوبل الفرنسية انه «وبفضل درجة حرارته وقربه النسبي، فإن هذا الكوكب سيكون على الأرجح هدفا مهما جدا للمهمات الفضائية المقبلة، الباحثة عن الحياة خارج الارض». وأضاف «أنه، وعلى خريطة خزائن الكون الثمينة، فإن الإنسان لا يستطيع إلا ان يجد نفسه مندفعة، كي تضع علامة كبيرة على هذا الكوكب».
وتم الاكتشاف في المرصد الجنوبي الأوروبي، الذي يحتوي على تلسكوب بقطر 12 قدما (القدم ـ نحو 30 سم) في لاسيلا في تشيلي. وكان الكوكب قد رصد ابتداء، بواسطة جهاز دقيق وحساس لقياس الطيف، مخصص لتحليل الضوء المنبعث من الأجرام الفلكية البعيدة.
وقال جيفري مارسي عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي اكتشف غالبية ما يسمى بـ«الكواكب الخارجية» البعيدة التي تدور حول شموسها ان «هذا اكتشاف رائع.. انه أفضل حالة لكوكب يمكن العيش عليه» حتى الآن. الا أن مارسي وعلماء آخرين، حذروا من التفاؤل الكبير بهذا الاكتشاف. وقال يوجين تشيانغ الخبير في الكواكب في الجامعة إن الأوروبيين لا يملكون الدليل على ان الكوكب صخري، أو أن تقديراتهم لدرجة حرارة سطحه دقيقة. وأضاف «ان الاكتشاف خطوة أبعد مما تم انجازه، الا أن القول بأن هذا الكوكب صالح للعيش مبالغة حقيقية».
وان رأى الفلكيون كوكب الزهرة من بعيد، مثلا، فإنه لن يكون بمقدورهم القول بأن ظاهرة الاحتباس الحراري (في ذلك الكوكب) قد خلقت عالما غير صالح للحياة بدرجة حرارة تصل الى نحو 400 درجة مئوية. واضاف تشيانغ ان «درجة حرارة السطح تعتمد على الغلاف الجوي، وأنهم (العلماء) لا يعرفون مكونات الغلاف الجوي» (للكوكب).